ولد النابغة الذبياني في عام 535 ميلادي، هو شاعر جاهلي، لكنه يعتبر من شعراء الحضر، ذلك أنه قد أمضى معظم حياته عند الملوك. كان له منزلته في الجاهلية ودور كبير في توسطه لقومه عند الغساسنة ومنعهم من قيام الحرب.
نشأ هذا الشاعر عند بلاط معاوية، وكان يقيم العديد من العلاقات مع الحكام والملوك إضافة إلى كبار رجال الدولة. كانت له العديد من المناظرات، إلا أن أشهرها تلك التي حدثت بينه وبين عمرو بن هند.
ومن أكثر الملوك الذين جالسهم هو النعمان ابن المنذر، إلا أن الحاقدين والحاسدين استطاعوا الإيقاع به عند الملك، حيث إنهم اتهموه بوجود علاقة حب بينه وبين زوجة النعمان.
وكثيراً ما قيل “غضّ الشعر منه”، فقد كان النّابغة معزّزاً عند الملوك، ومكرماً في قومه، وإنما هو حسد الحاسدين الذين لم يقووا على الارتفاع إلى منزلة الشاعر، فراحوا يعيّرونه لتكسبه بالشعر، وربّما قصد بتلك الغضاضة هروبه من بلاط النعمان بن المنذر إثر “حادثة المتجردة”.
الحياة الشخصية للنابغة الذبياني
النابغة الذبياني كان متزوجاً، وعُرف من ذريته ابنتاه؛ أُمامة وثمامة.
حقائق عن النابغة الذبياني
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “يا معشر غطفان، من الذي يقول: أتيتك عارياً خلقـاً ثـيابـي على خوفٍ تظن بي الظنون”. قلنا: النابغة. قال: ذاك أشعر شعرائكم.
كانت تقصده الشعراء لتعرض عليه قصائدها، ومن هؤلاء الشعراء حسان بن ثابت والخنساء.
وفاة النابغة الذبياني
كبر النابغة، وتوفي في السنة التي قتل فيها (النعمان بن المنذر)، وكانت وفاته سنة 604 م.
إنجازات النابغة الذبياني
كانت تُضرب للنابغة قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ؟، فتقصده الشعراء، فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة. وكان أبو عمرو بن العلاء يفضله على سائر الشعراء. وهو أحد الأشراف في الجاهلية.
كان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو. له قصيدة يعدها البعض من المعلقات، ومطلعها:
يا دار مية بِالعلياء فالسند أَقوت وطال عليها سالف الأَمد.
تتصف الصورة الشعريّة في قصائد النابغة الذبيانيّ باستخدام الأسلوب القصصيّ المشوّق، ويُعدّ هذا الأسلوب الحكائيّ أحد أساليب ظاهرة الاستطراد الشائعة، والتي استخدمها الشعراء الجاهليون في بنائهم لنص القصيدة.
ولعلّ السمة اللافتة في شعره ذاك التأثر بالظروف المكانية والزمانية الذي حمله على أن يضفي على فنونه طابعاً من الواقعية مستمداً من البيئة البدوية أو الحضرية، فهو جزلٌ شديدُ الأسر في أوصافه الصحراوية،
رقيق عذب واضح العبارة بعيد عن الخشونة ممعن في السهولة، في وصف حالات الوجدان، وفي أداء الخواطر أو إرسال الحكم، إلا إذا اقتضت البلاغة الإبقاء على لفظة غير فصيحة لكنها دالة، كلفظة الشعثِ في قوله: ولستَ بِمُسْتبْق أخا- لا تلمّه على شَعَثِ….. البيت
النابغة له ديوان شعري تم جمعه قديماً، إلا أن نشره كان حديثاً، وقد تم نشره في أكثر من طبعة.
المصدر: موقع أراجيك