سير

سيرة حياة الخنساء

هي تماضر بنت عمرو السلمية، صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد، أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت. اشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قُتلا في الجاهلية، ولقبت بالخنساء بسبب قصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.

ولدت قبل الإسلام وعاشت بعده، وكانت ذات حسب وجاه وشرف، واتصفت بجمالها الأخاذ وتقاسيمها المتناسقة، ولهذا فقد شبهوها بالبقرة الوحشية، والعربي إذا تغزل بالأنثى وأراد التعبير عن جمالها، شبهها بذلك. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن الخنساء.

بدايات الخنساء

كانت الخنساء الابنة الوحيدة في أسرتها، ولذلك فقد كانت محل رعاية أسرتها، وخاصة أخويها صخر ومعاوية. رفضت الزواج عندما كانت في بداية الشباب، حيث تكونت لها شخصية طاغية.

لم يكن في حياتها ما يقلقها، ويقض مضجعها، فقد أضفى عليها مركز قبيلتها ومكانة أسرتها وسيادة أبيها كل أسباب الطمأنينة، كما أفاض عليها جمالها وحسنها ما محى من حياتها القلق، وأزال عنها الاضطراب.

الحياة الشخصية للخنساء

رفضت الزواج من دريد بن الصمة، سيد بني جشم، بعد أن طلبها من صديقه وأخيها معاوية، وقد عرف فيها أبوها رجاحة العقل واتزان الفكر، ولهذا فلم يعارض على رفضها، ولم يكن ذلك حقا لكل ابنة، وإنما هو خصيصة تمنح لمثيلات الخنساء.

تزوجت من رواحة بن عبد العزى الذي كان مقامراً، وقد ضحت في سبيل الحفاظ عليه بالكثير من طبيعتها وكبريائها، كي تجعله يتعلق بها، غير أنه غالى في انحرافه واستغل حرصها عليه أسوأ استغلال، وانتهز مالها ومال أخيها،

حيث كانت تذهب لأخيها صخرا تشكو إليه حالها وما تلقى من ضيق العيش، فيشطر صخر ماله نصفين يعطيها خيرهما، حتى انفصلت في النهاية عن عبد العزى، ولها منه ابن اسمه عبد الله.

لم يطل المطال بالخنساء حتى تقدم اليها مرداس بن أبي عامر السلمي، الملقب بالفيض لسخائه، وكان مرداس بالإضافة لكرمه، رجل جد وعمل، لا يترك فرصة إلا ويقتنصها ليوفر لأسرته أسباب الحياة الكريمة، حتى مات في إحدى مغامراته تاركا للخنساء أربع أبناء، هم: العباس وزيد ومعاوية وبنت اسمها عمرة.

وقد رثت الخنساء زوجها مرداس لتفصح عن مدى الأسى والحزن لفراقه، حيث كان مرداس في رأيها أفضل الناس حلما ومروءة وشجاعة.

وفي عام 612 قتل هاشم ودريد ابنا حرملة أخاها معاوية، فقامت بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر، واستطاع الأخير قتل دريد انتقاما لأخيه، ولكنه أصيب بطعنة أسكنته فراشه، ومرض بسببها، وباتت حياته مملة، حتى أن زوجته حينما سُئلت عنه أجابت بأنه لا حي فيرجى، ولا ميت فيُنعى.

مكث صخر في مرضه حتى مات عام 615، فانهارت الخنساء إثر موته، وأقامت على قبره زمانا تبكيه وتندبه وترثيه.

وفاة الخنساء

توفيت الخنساء في عام 645 وكان عمرها 71 سنة، وقد طبقت شهرتها الآفاق

إنجازات الخنساء

_ كانت ذات أمر بالغ، وجاذبية طاغية، أطلقت الألسن فواجهتها بحقيقتها، وعرفت ما في يدها من سلاح كما عرفت قيمة ذلك السلاح.

_ كانت عاقلة وحازمة، لا يجرؤ أحد على التهجم عليها أو التحدث عنها، ولهذا لم يتكلم عنها أحد، ولم يتفوه شاعر بشيء يمكن أن تحمله الألسن.

_ وقد كان يغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار، لأنها سارت على وتيرة واحدة تميزت بالحزن والأسى وذرف الدموع.

 

المصدر: موقع أراجيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى