سير
أخر الأخبار

سيرة قيس بن الملوح

قيس بن الملوح الهوزاني والملقب بمجنون ليلى 645 م – 688 م، شاعر غزل عربي من المتيمين، من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.

يعد قيس بن الملوح من أشهر شعراء الغزل، حدثت معه قصة غرامية طويلة من أشهر قصص الغرام في التاريخ، وتميز حبه وغزله بالغزل العذري النقي الطاهر.

لم يكن مجنوناً، وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية ابنة عمه التي نشأ معها وعشقها، فرفض أهلها أن يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار، ويأنس بالوحوش، ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز. تعرَّف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال، وكل المعلومات التي تحتاجها عن قيس بن الملوح.

بدايات قيس بن الملوح

ولد قيس بن الملوح الهوزاني في نجد في شبه الجزيرة العربية عام 645 م. عاش بداية حياته في حي بني عامر، في وادٍ يعرف بوادي الحجاز، وهو وادٍ يقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي صباه أحب ليلى، وكبُرَ هذا الحب معه، وزادت هذه المشاعر يومًا بعد يوم، ونتيجةً لهذه المشاعر عاش قيس محروما غريبا، وقد مات في واد منعزل وحيداً.

قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر، وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، حيث ذكر السيد فالح الحجية في كتابه “الغزل في الشعر العربي” من قصتهما: “أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمه، حيث نشأ معها وتربيا وكبرا سويًا حيث كانا يرعيان مواشي والديهما، فأحب أحدهما الآخر، فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها.

وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة، ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه ويتغزل بها في أشعاره.

ثم تقدم قيس لعمه طالبا يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً، وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب، وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)”، لأن العرب قديماً كانت ترى أن تزويج المحب المعلن عن حبه بين الناس عار وفضيحة، وهذه عادة عربية جاهلية، ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي.

وفي نفس الوقت تقدم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وبذل لها عشرًا من الإبل وراعيها، فاغتنم والد ليلى الفرصة، وزوجها لهذا الرجل رغمًا عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف، بعيدا عن حبيبها ومجنونها قيس.

ويقال إنه حين تقدم لها الخطيبان، قال أهلها: نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ثم دخلوا إليها، فقالوا: والله لئن لم تختار وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجته رغماً عنها.

فهام قيس على وجهه في البراري والقفار، ينشد الشعر والقصيد ويأنس بالوحوش ويتغنّى بحبه العذريّ، فيُرى حيناً في الشام، وحيناً في نجد، وحيناً في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد ملقًى بين أحجار وهو ميت.

الحياة الشخصية لقيس بن الملوح

عشق ابنة عمه ليلى، وجُن في حبها، ولكن منعوه من الزواج منها، فمات وهو أعزب رافضاً أن يتزوج غيرها.

حقائق عن قيس بن الملوح

قيس بن الملوح لم يكن مجنوناً.

لم يتزوج ليلى بسبب ممانعة أهلها.

لم يتزوج غيرها لشدة حبه لها.

مات معتزلاً الجميع لوحده بين الحصى.

وفاة قيس بن الملوح

توفي سنة 688م، وقد وجد مُلقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله. وروي أن إمرأه من قبيلته كانت تحمل له الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه، فإذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم أنه ما زال حياً. وفي أحد الأيام وجدته لم يمس الطعام، فأبلغت أهله بذلك فذهبوا يبحثونَ عنه حتى وجدوه في وادي كثير الحصا وقد توفي، ووجدوا بيتين من الشعر عند رأسه خطهما بإصبعه هما:

تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ

فيا ليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ

المصدر: موقع أراجيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى