سير

شارلوت برونتي

شارلوت برونتي روائية وشاعرة إنكليزية، ولدت في مدينة ثورنتون عام 1816. بدأت برونتي حياتها بالعمل معلمة ومربية قبل أن تشترك مع أختيها، إيميلي وآن، في تأليف ديوان شعري.

في عام 1847، نشرت برونتي رواية “جين إير” التي كانت أشبه بسيرة ذاتية، وقد غدت هذه الرواية لاحقًا من كلاسيكيات الأدب الإنكليزي. ألفت برونتي عدة روايات أخرى، مثل “شيرلي” و”فيليت”.

بدايات شارلوت برونتي

ولدت شارلوت برونتي في مدينة ثورنتون الإنكليزية بتاريخ 21 أبريل/نيسان عام 1816. كان والدها باتريك برونتي رجل دين أنجليكاني، ينحدر من أصول إيرلندية، أما والدتها ماري، فكانت ربة منزل.

انتقلت عائلة برونتي إلى قرية هاورث، حيث عُيّن والدها قسيسًا في كنيسة. توفيت الوالدة جراء إصابتها بالسرطان عام 1821، تاركة بناتها الخمس تحت رعاية خالتهن إليزابيث برانويل.

التحقت شارلوت مع شقيقاتها بمدرسة، بيد أن الظروف الصحية السيئة ضمن المدرسة أثرت تأثيرًا سلبيًا على صحتهن، وتسببت في وفاة اثنتين من الأخوات.

ألفت شارلوت أولى قصائدها الشعرية عندما كان عمرها ثلاثة عشر عامًا، وقد كتبت زهاء مائتي قصيدة على مدار حياتها.

اعتادت شارلوت مع أخواتها البقاء في منزلهن والانعزال عن الناس. وكنّ ذوات مخيلة متقدة، وكن يهوين ابتداع عوالم خيالية يصورنّ فيها حياة الناس بأدق التفاصيل. وقد استحوذ هذا التقليد عليهن طوال مرحلة الطفولة وبداية المراهقة، وكانت له اليد الطولى في موهبتهن الأدبية خلال مرحلة البلوغ.

 

بين عامي 1831 و1832، تابعت شارلوت تعليمها، وقابلت صديقات عمرها إلين نوسي وماري تايلور.

في عام 1833، ألفت شارلوت رواية “القزم الأخضر “، وفي ذات العام طرأ تغير مهم على أسلوبها الروائي، إذ تحولت من تأليف القصص عن الشخصيات الخارقة والخيالية، إلى أخرى أكثر واقعية.

وبالإضافة إلى ذلك، عمدت شارلوت إلى كتابة قصائد شعرية، وبعثت رسالة إلى الشاعر روبرت سوثي، تسأله فيها عن رأيه بقصائدها، فكان جوابه قاسيًا، إذ أخبرها أنها لا تصلح لتأليف الشعر، فشكّل ذلك صدمة كبيرة لها.

في عام 1839، بدأت شارلوت العمل مربية لدى عدة أسر في يوركشاير، وواظبت على هذه المهنة حتى سنة 1841. وفي العام التالي، سافرت شارلوت مع شقيقتها إيميلي إلى بروكسل للالتحاق بإحدى المدارس الداخلية.

وخلال تلك الفترة، درست اللغة الإنكليزية، بيد أنها لم تمكث طويلًا هناك، فقد توفيت خالتها إليزابيث؛ مما دفعها إلى الرجوع إلى منزلها. ولكنها عادت مرة أخرى إلى بروكسل عام 1843.

الحياة الشخصية لشارلوت برونتي

تزوجت شارلوت برونتي من آرثر بيل نيكولاس مساعد والدها، بعدما أُغرم بها لفترة طويلة من الزمن. وقد عاش الزوجان معًا حياة سعيدة، مع أنهما لم يرزقا بأي طفل.

حقائق عن شارلوت برونتي

نشرت أولى رواياتها “البروفسور” بعد وفاتها، وتحديدًا عام 1857.

كانت تنشر باسم مستعار هو “كيور بيل”.

كان حلم حياتها أن تصبح رسامة محترفة، حتى أنها عرضت عملين فنين من رسمها في معرض للوحات في ليدز عام 1834.

كان والدها منحدرًا من أصول إيرلندية.

وفاة شارلوت برونتي

تدهورت الحالة الصحية لشارلوت بعد حملها بفترة وجيزة، إذ كانت تشعر بالضعف وتعاني من الغثيان على الدوام، وتفاقم مرضها مما أدى في نهاية المطاف إلى وفاتها مع جنينها بتاريخ 31 مارس/آذار عام 1855.

إنجازات شارلوت برونتي

في عام 1846، اشتركت شارلوت مع شقيقتيها، إيميلي وآن، في تأليف ديوان شعري نشرنه على نفقتهن الخاصة تحت أسماء مستعارة هي كيور، وإليس وأكتو بيل.

ومع أن مبيعات الديوان لم تتجاوز النسختين فقط، واظبت الأخوات على تأليف القصائد والكتابة، وتابعن إرسال مسودات مؤلفاتهن إلى عدة ناشرين محتملين.

لم تفلح شارلوت في العثور على ناشر لروايتها الأولى، غير أنها تلقت تشجيعًا وصدًا إيجابيًا من إحدى دور النشر، وقد استغلّت شارلوت هذا الأمر، وأرسلت إليهم مسودة روايتها الثانية “جين إير، وبالفعل نُشرت الرواية بعد ستة أسابيع.

تحكي هذه الرواية قصة فتاة تُدعى جين إير، وما واجهته من صعوبات في مطلع حياتها، وصولًا إلى عملها مربية في أحد القصور، وغرامها برب عملها.

كان أسلوب الرواية مبتكرًا ومسبوغًا بنزعة مأساوية قوطية، وقد كانت شارلوت مقتنعة أن العمل الأدبي يغدو أكثر إقناعًا، حين يستند إلى التجربة الشخصية للمؤلف.

حققت رواية “جين إير” نجاحًا تجاريًا مبهرًا، وقد وصفها أحد النقاد بقوله: إنها “كلام نابع من أعماق روح معذبة”، وأثيرت التكهنات حول هوية المؤلف، خصوصًا أن شارلوت قد نشرت الرواية باسم مستعار هو “كيور بيل”.

في عام 1848، باشرت برونتي العمل على مسودة روايتها الثانية “شيرلي “، بيد أنها فُجعت بوفاة شقيقاتها الثلاثة خلال فترة قصيرة، لا تتعدى بضعة أشهر.

كان وقع هذه المأساة قاسيًا على شارلوت، فلم تعاود الكتابة إلا في عام 1849. نشرت رواية “شيرلي” عام 1849، وهي تتطرق إلى مواضيع مرتبطة بالاضطرابات الحاصلة في القطاع الصناعي، ودور المرأة في المجتمع.

نشرت شارلوت روايتها الثالثة “فيليت ” عام 1853، وهي تتناول موضوع العزلة، وكيفية تعامل الفرد معها، فضلًا عن الصراع الداخلي الناشئ عن قمع المجتمع لرغبات الشخص.

وتدور أحداث الرواية حول لوسي التي تسافر إلى مدينة فيليت، وتصطدم بثقافة مختلفة عن ثقافة موطنها. رحب النقاد بهذه الرواية، واعتبروها عملًا أدبيًا مميزًا، لكنهم وجهوا بعض الانتقادات لأسلوبها الخشن.

 

 

 

المصدر: موقع أراجيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى