كتب

قراءة في رواية "عزلة صاخبة جدًا"

“فجأة فُتح الباب، واندفع عملاق مع كتلة ضخمة من الدخان من النهر، وقبل أن يعلم أحدٌ ما كان يحدث، أخذ كرسياً، حطمه إلى نصفين، ولاحق الزبائن المرتعبين في زاوية. اصطف الشبَّان الثلاثة على الحائط مثل حلزون تحت المطر. ولكن؛ في اللحظات الأخيرة، عندما أخذ الرجل نصف كرسي، وظهر أنه مُستعد ليقوم بجريمة قتل، كان يغنِّي، وقبل أن يُغني أيتها البطة السوداء، أين كنتُ؟‘ علَّق نصف الكرسي جانباً، ودفع للنادل ثمن ما قام بتدميره”.

“ثم عاد إلى الزبائن المرتعدين قائلاً: ’سادتي، أنا مُساعد الشانق‘، وعندما رحل، كان منزعجاً وحزيناً. ربما لأنه كان في السنة الأخيرة الجزار المُشرف على محلٍّ لبيع اللحوم في هولشوفيتسه. وضع سكيناً على رقبتي، ودفعني إلى زاوية، أخذ الورقة، وروى لي قصيدة حول جمال الريف في ريكاني، ثم اعتذر لي، وقال لي إنه لم يجد أيَّ طريقة أخرى؛ ليُنصت الناس إلى قصائده”.

عزلة صاخبة جداً – بوهوميل هرابال: هناك متعة عجيبة في مطالعة هذا النوع من الأدب، والذي لستُ أعرف له اسماً، ولكنني أعرف تماماً لذَّة وقعه على نفسي.

ثمة دَفَق تأمُّلي يسِم هذا العمل، يجعلني أريد مواصلة القراءة حتى أقع على الدهشة، هناك براعة أدبية خفية، عبقرية كامنة، وَقعٌ دقيق على المعنى الأهمّ.

الشكر للمُترجم والمُدقق، وللكاتب الذي جعل نهايته نبوءة أدبية:

“توفي هرابال في أحد المستشفيات براغ بعد أن سقط من شرفة الطابق الخامس عندما كان يطعم الحمام البرِّي على ما يبدو. وقد شكَّ بعضهم في كون سقوطه انتحاراً وليس حادثاً، ولا سيَّما أنَّ الأسلوب قد ورد في مشهدين من أعماله”

[المصدر: مأخوذة المراجعة من موقع منير عليمي]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى