قصة اختراع الشاي
لسنا نبالغ لو قلنا إن الشاي يُعتَبَر مشروباً رئيسياً لملايين البشر حول العالم. وبالرغم من أنه أحد اختراعات الصين الأساسية، فإنه غالباً ما يُنسب إلى الهند وبريطانيا، بسبب استهلاكه الكبير في المنطقتين.
ابتُكِرَ الشاي في الصين القديمة قبل أكثر من 4500 عام، وتوجد روايات عن اكتشاف الإمبراطور الصيني شين نونغ الشاي بالصدفة، أثناء جلوسه تحت إحدى الأشجار في القرن الثاني قبل الميلاد.
فوفقاً لبعض المراجع، كان الإمبراطور يحتسي الماء المغلي، حين سقطت أوراق الشجر داخل كوبه وغيّرت لون الماء، وأضافت له رائحة زكية، وما إن تذوق طعمه حتى استطابه، وبات يوصي به.
وفي حين أنَّ لهذه القصة جانباً إبداعياً أكثر منه حقيقة، تبقى الصين أول مَن اكتشف الشاي، قبل عقودٍ كثيرة من ظهوره في أي بلدٍ آخر. وهو، كسواه من اختراعات الصين الأخرى، كان سراً من أسرار الدولة.
لم يعرف العرب الشاي حتى القرن التاسع، وكان في البداية مشروباً نخبوياً، يقتصر على الأسر الغنية والأرستقراطية. وعملياً يمكن القول إن شعبية الشاي عند العرب بدأت في القرن التاسع عشر، وهي الفترة نفسها التي انتشر فيها بالأناضول وتركيا.
وحين وصل العرب في غزوهم إلى بلاد فارس، تعرّفوا على “السماور”، وهو وعاء معدني يُستخدم لغلي الماء وتحضير الشاي.
استُخدم في روسيا وأوروبا الشرقية بدايةً عام 1717 واقتصر على العائلة القيصرية والنبلاء، قبل أن يصل إلى بلاد الفرس وبلدان الشرق الأوسط. وقد دخل السماور البلدان العربية عن طريق العراقيين، الذين عرفوه من الأتراك.
يرجع دخول الشاي إلى إنجلترا مع زواج تشارلز الثاني بالأميرة كاثرين البرتغالية عام 1622، حين منحت البرتغال إنجلترا حق استخدام موانئها في مستعمراتها بإفريقيا وآسيا، فدخل الشاي إنجلترا بواسطة الطرق التجارية الجديدة.
وبذلك عرفت بريطانيا الشاي كمشروبٍ أنيق، يقتصر فقط على الطبقة الملكية والراقية، لا سيّما مع ارتفاع سعره آنذاك. أما انتشاره بين عامة الشعب، فقد بدأ مع الثورة الصناعية في بريطانيا وبداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بالتزامن مع انتشار المصانع وتأثيرها على الحياة الاجتماعية في بريطانيا قبل غيرها من الدول الأوروبية.
المصدر: موقع عربي بوست