قصص

قصة اختراع المظلات

اخترع المصريون القدامى المظلة منذ أكثر من 4000 عام، كما استخدمتها الحضارات القديمة، في اليونان ومصر.

وإذا فكرنا في أهمية المظلة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الحماية من المطر، ومع ذلك إذا نظرنا إلى استخدامها عبر الزمن، فلن يتم استخدامها دائماً في هذه الظروف، فقد كان استخدامها الأول هو الحماية من الشمس، قبل أن تتزاوج وظيفتها ما بين الوقاية من الشمس صيفاً والمطر شتاء.

كانت الشمسيات المبكرة، والتي صنعها الفراعنة، مقصورة في استخدامها على الملوك والنبلاء الذين كانوا يستعملونها من أجل الوقاية من أشعة الشمس القاسية.

كانت تلك الشمسيات مصنوعة في الأصل من مواد، مثل أوراق الأشجار وأغصان النخيل، وتطورت لتصبح مصنوعة من جلود الحيوانات والقماش مع مرور الوقت.

كانت هذه المواد باهظة الثمن ويصعب الحصول عليها؛ نتيجة لذلك، تم استخدامها بشكل حصري تقريباً من قبل الملوك والنبلاء كرمز للثروة.

أما بالنسبة للصينيين، فقد وصلت المظلة إليهم في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وكانت حصراً على الطبقة الثرية التي كان بمقدورها شراء مثل هذا العنصر الفاخر، قبل أن يطوّروا الشمسيات ويبتكروا المظلات الواقية من الماء.

وظلّ استعمال هذه الشمسيات محصوراً بين الحضارات القديمة، ولم يصل إلى أوروبا سوى في القرون الأولى بعد الميلاد؛ بسبب الطرق التجارية المحدودة إلى أوروبا.

كان استخدامها في أوروبا مقصوراً على النساء فقط

بعد أن أصبحت طرق التجارة أكثر رسوخاً، شقت المظلة الشمسية المصرية طريقها إلى اليونان وروما، لكن هذا الانتشار لم يدم طويلاً، بحيث اعتبرها الأوروبيون ابتكاراً أنثوياً؛ لذلك استخدمتها النساء فقط.

أدى سقوط روما إلى تقليص حجم استعمال الشمسيات في أوروبا من جديد، ولكن مع مرور الوقت بدأ الناس في استخدام هذه الشمسيات مرة أخرى في الحفلات.

أصبح الاستخدام السائد شائعاً في أوروبا عندما تزوجت كاثرين دي ميديشي من هنري الثاني، ملك فرنسا في عام 1533، وأحضرت مظلاتها ذات الطراز الإيطالي إلى المحكمة.

وعندما بدأ القرن السادس عشر، أصبح من المعتاد استخدام المظلات في المناخات الممطرة في شمال أوروبا، وبعد العام 1750، بدأ تصنيع المظلة على نطاق تجاري.

في حين أن المستخدمات كن يشكلن الأغلبية في تسعينيات القرن التاسع عشر بأوروبا، إلا أن ذلك تغير بسبب شخصٍ بريطاني يُدعى جوناس هانواي.

استخدم هانواي بشجاعة المظلة علناً لعقود من الزمان، وهو ما تسبب في زيادة استخدامها بين الرجال أيضاً.

كان أول متجر يبيع المظلة حصرياً في أوروبا يسمى جيمس سميث وأولاده. افتتح المتجر في لندن عام 1830، ولا يزال موجوداً حتى يومنا هذا.

كانت الشمسيات الأوروبية المبكرة مصنوعةً من الخشب، وشكل من القماش الملون بالزيت، حتى منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما صمم صمويل فوكس المظلة المضلعة الفولاذية. تبع ذلك المظلة المدمجة القابلة للطي، والتي أصبحت متوفرة بعد أكثر من قرن.

وفي أمريكا ظلّ انتشار الشمسيات بشكلٍ محدود، مع ذلك اخترع الأمريكيون النسخة الحديثة للمظلة سنة 1852، والتي لا تزال مستخدمة على نطاق واسع حتى يومنا هذا.

أنواع المظلات

_ مظلات قابلة للطي

حدثت بعض أهم الاختراعات في مجال الشمسيات في القرن العشرين، إذ نجح هانز هاوبت في صناعة مظلة جيب قابلة للطي في عام 1928، وفي العام 1969، حصل برادفورد إي فيليبس على براءة اختراع بعد أن وصفت مظلته بأول مظلة قابلة للطي.

ومع ظهور التكنولوجيا والوتيرة المتزايدة للأزياء، تمكنت المظلة من أن تجد نفسها في تطوّر كبير؛ إذ ظهرت عدة أنماط من هذا النوع من الشمسيات القابلة للطي بسهولة، والتي يمكن وضعها في حقيبة اليد.

_ مظلة العصا الصلبة

لا يوجد شيء أكثر متعة من المشي في الشارع بمظلة بعصا صلبة، فعلى عكس المظلات الأخرى الموجودة في السوق، فهذه المظلات تنضح بحرفية العالم القديم، وتتميز بثقلها وقوة تحملها.

تُشكَّل كل عصا خشبية صلبة باستخدام البخار، وهي عملية يمكن أن تستغرق ستة أشهر. بعد ذلك، تُصقل القطع بلمسة نهائية من الساتان، وتُوصل يدوياً بمظلة البوليستر، وتشتهر هذه المظلات بقوتها ومتانتها، وبحرفية عالية الجودة.

_ مظلات الجولف

يعود تاريخ لعبة الجولف وأصلها إلى القرن الرابع عشر، إذ كان الناس يلعبون الجولف بعصا كبيرة وكرة، ومع الوقت أصبحت لعبة الجولف أكثر تنظيماً. مع تشكيل النوادي والجمعيات واستخدام الإكسسوارات الأنيقة، أصبح الجولف شائعاً بكونه لعبة فاخرة، لذا خصصت مظلات خاصة بهذه اللعبة، حيث تختلف مظلات الجولف عن المظلات الأخرى؛ لأن هذه المظلات تمتد على مساحات كبيرة، ويبلغ قياسها ما بين 60 و65 بوصة.

_ مظلات كلاسيكية

المظلات الكلاسيكية هي أكثر أنواع المظلات شيوعاً، إذ إن معظم موادها عبارة عن أعمدة معدنية أو خشبية أو بوليستر، وستائر من الألياف الدقيقة. عادة ما تصنع المظلة الكلاسيكية في نسختين، يدوية وآلية، مما يسمح للمستخدم بفتحها وإغلاقها بيد واحدة.

في معظم الحالات، تتميز المظلة الكلاسيكية بعمود طويل بمقبض منحنٍ. غالباً ما تكون ميسورة التكلفة، ويسهل العثور عليها في الشوارع.

المصدر: موقع عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى