قصص

قصة "امسك الخشب"

لعلَ هذا المثل هو أحد أغرب الأمثال التي يُمكنك سماعها من بين جميع الأمثال الشعبيَة، حيث يُستخدم عند الرغبة في دفع الحسد. من الأكيد أنك ستتساءل لماذا يجب عليك أن تُمسكَ بالخشب؟ وما علاقة الخشب بمنع الحسد؟!

في الحقيقة، هذا المثل ليس من أصلٍ عربِي بل هو ذو أصلٍ تاريخي عالَمِي. ولعلَك الآن تتساءل عن أصل هذا المثل عند الأجانب وكيف انتقل من تراثهم الشعبي إلى تراثنا العربي. في واقع الأمر، هذا المثل أصلُه وثنيٌ حيث كان يَعتقد الأقدمون ممن كانوا يُقدسون الأوثان أنَ هناك أرواحًا خيّرة تعيش في الأشجار، وبالتالي أصبح الإمساك بالأشجار مصدرًا للبركة والحماية، ثم لاحقًا بعد انتشار المسيحية في العالم تم استخدام هذا التعبير للإشارة إلى الصليب الخشبي بدلًا من الأشجار.

ويُروى أنَه في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين كان جُموع المُعتنقين للديانة المسيحيَة يسيرون في مسيراتٍ عامَة ويُمسكون بالصليب الكبير، حيث كان الجميع يتدافعون ليلمسوا هذا الصليب بغرض التبرُك والحماية من الحسد والشر، ثم بعد ذلك وُضع هذا الصليب الكبير في كنيسة القسطنطينية، وأصبح الناس يتوافدون لزيارته ولمسه بغرض التبرك والتطُهر والحماية من الحسد.

ومن بعدها، صار تعبير “امسك الخشب” يُستخدم على نطاق أوسع حتى وصل إلينا في عالمنا العرَبي، وأصبح أحد الأمثال الشعبيَة المشهورة في تُراثنا.

[المصدر: موقع فرصة]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى