قصة تذكر العشرة
أمر ملكٌ بتربية عشرة كلابٍ وحشية في حديقة قصره الخلفية! وأعلن في رعيّته أنّ أيّ وزيرٍ يخطئ في حقّ الشعب أو يهملُ شؤونهم فإنه سيكون دون ترددٍ وجبةً دسمةً لتلك الكلاب! وفي إحدى الأيام بلغَ سمعَ الملكِ أنّ أحد وزرائه أخطأ، فأراد أن يكون عبرةً لغيرهِ من الوزراء، وأمر برميه للكلاب مباشرة! قال له الوزير، يا جلالة الملك، خدمتك بإخلاصٍ عشرَ سنين، وقد اتخذت قرارك دونما تريّثٍ، فأمهلني عشرة أيامٍ قبل تنفيذ الحكم، ثم افعل ما بدا لك! قال الملك: لك ذلك. ذهب الوزير بصفته الرّسمية إلى حارس الكلابِ وراعيها وقال له: أريد أن أخدم الكلاب بنفسي عشرةَ أيام!! قال له الحارس: وما سبب ذلك؟ أجاب الوزير: أخبرك بالأمر لاحقاً. وبالفعل، قام الوزير بالاعتناء بالكلاب وإطعامها وتغسيلها وتوفير جميع سبل راحتها. وبعد مضي الأيام العشر جاء موعد تنفيذ حكم الملكِ بالوزير! زُجّ به في السجن، واُطلقتِ الكلابُ عليهِ، والملكُ وحاشيتهُ ينظرون إليه باستغرابٍ شديد! فالكلاب جاءت تنبحُ عند قدميه وتمرّغُ وجهها بكفّيه!! قال الملك ماذا فعلَ الوزيرُ بالكلاب المدّربة؟ أجاب الوزير: خدمتُ الكلاب 10 أيام فلم تنسَ فضلي ولا معروفي! وخدمتُ جلالتك 10 سنواتٍ فهِنتُ عليكَ ونسيت كلَّ تضحياتي بخطأ بدا منّي عن غير قصد (حتى أنك لم تسألني عن السبب)! أمر الملك بالعفو عنه وفهم الدّرس بحق.
نعم يا إخوتي، لا تنكروا العِشرة بسبب موقفٍ عابر، ولا تمحوا الماضي الجميل مقابل ذنبٍ بسيط، فتفقدوا أعزّ النّاس وأحلى الذكريات.
[المصدر: موقع قصص قصيرة ولها عبرة كبيرة]