قصة تلميذ الحسن البصري
تأخَّر أحدُ طلبة “الحسن البصري” واسمه “حبيب” في إحضار العَشاء لأستاذهِ الحسن، فسأله: أين العَشاء يا حبيب؟ فو الله قد أهلكنا الجوع! قال حبيب: يا معلّمي، قد جاء مسكينٌ فأعطيته كلَّ ما عندنا! وذاك لأني سمعتك يومَ أمس تقول في موعظتك: إنّ الإيمان أن تكون فيما عند الله (أي بيده) أوثقَ مما في يدك! فقال الحسن البصري: يااااا حبيب، إنك رجلٌ كثيرُ اليقين، قليلُ العلم! و لو أعطيته النّصفَ وتركتَ لنا نصفاً نتقوّى به لكان خيراً!
وبينما هم كذلك إذا بالباب يُطرق، ويفتحُ “حبيبٌ” البابَ فإذا بغلامٍ يحمل إناءً فيه ممّا لذَّ وطاب. وقال: هذا هديةٌ مِن سيّدي لبيتِ الحسن البصري ومَن فيه. فتبسّم “حبيب” وقال: يا معلّمي، إنّك رجلٌ كثيرُ العلمِ يحتاجُ مزيداً مِن يقين! فتبسّم الحسن البصري وقال: يا “حبيب” تقدَّمناكَ ولكنّك سبقتنا.
نعم يا إخوتي، فمعَ كلِّ ضغوط الحياة المتزايدة وأمواجها المتلاطمة، فإنّه ينقصنا جرعاتٍ إضافيةٍ من محلول اليقين المُركّز! فالله ألطفُ وأرحمُ مِن أن يرى خاطر عبده مكسوراً فلا يجبره.
[المصدر: موقع قصص قصيرة ولها عبرة كبيرة]