سير

قصة حياة ونجاح الدكتور محمد النشائي

النشأة والتعليم المبكر

وُلد الدكتور محمد النشائي عام 1943 في القاهرة، مصر، ونشأ في بيئة علمية وعسكرية متميزة. كان والده ضابطًا في الجيش، ولديه شقيقان بارزان في المجال العلمي: الدكتور عمر النشائي، مدير معهد الزلازل في الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور سعيد النشائي، عالم الهندسة الكيميائية بجامعة ألاباما الأمريكية.

في سن الخامسة عشرة، أُرسل محمد النشائي إلى ألمانيا لاستكمال تعليمه، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعة هانوفر عام 1968. بعد ذلك، انتقل إلى المملكة المتحدة ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الميكانيكا التطبيقية من جامعة لندن، حيث كانت رسالته حول “علم الثبات والاستقرار” للمنشآت القشرية، مثل تغطية الاستادات بغطاء ثابت وقوي.

 

بداية المسيرة المهنية

بدأ النشائي حياته المهنية بالعمل في شركات تصميم الشوارع والجسور، لكنه تحول تدريجيًا نحو الميكانيكا التطبيقية والعلوم النووية. عمل محاضرًا في جامعة لندن، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، وبعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحق بمعامل لوس ألاموس الوطنية، أحد أهم المراكز البحثية في العالم في مجال العلوم النووية.

بعد ذلك، التحق بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، حيث عمل أستاذًا في قسم الرياضيات والفيزياء النظرية لمدة 11 عامًا، وهي الفترة التي شهدت إسهاماته العلمية الأبرز.

 

إسهاماته العلمية وأهم إنجازاته

في كامبريدج، أسس الدكتور النشائي أول مجلة علمية متخصصة في العلوم غير الخطية وتطبيقات العلوم النووية، والتي تصدر في كل من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وهولندا.

كما ساهم في إحداث ثورة في مجالات العلوم الذرية وعلوم النانوتكنولوجي، حيث استخدمت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بعضًا من تطبيقات أبحاثه.

واحدة من أبرز إسهاماته العلمية هي “نظرية المقطع الذهبي في فيزياء الكم”، التي قدمها عام 1991. تُعنى هذه النظرية بدراسة الزمكان من خلال مفاهيم الفراكتالات في علوم الفوضى، وتقترح حلولًا جديدة لمشكلات ميكانيكا الكم. وعلى الرغم من تعرضها للانتقادات في البداية، إلا أن العلماء التجريبيين أكدوا صحتها بعد مرور نحو 19 عامًا، مما يُعد إنجازًا علميًا كبيرًا.

كما قدم النشائي تصحيحات لبعض المفاهيم في نظرية النسبية العامة لأينشتاين، وقدم نظريته الشهيرة “القوى الأساسية الموحدة”.

 

الجدل حول أبحاثه

في عام 2008، نشرت مجلة “نيتشر” مقالًا يزعم أن منشورات النشائي لا تخضع لمراجعة الأقران، وأنه لا يمكن إثبات انتمائه للمؤسسات العلمية التي يدعيها. قام النشائي برفع قضية تشهير ضد المجلة، ولكن في يوليو 2012، حُكم بأن مقال “نيتشر” كان صحيحًا إلى حد كبير ونتج عن صحافة موثوق بها.

 

الطاقة من الفراغ ومشاريعه المستقبلية

في السنوات الأخيرة، أعلن الدكتور النشائي عن إمكانية توليد الطاقة من الفراغ من خلال مفاعل “نانوكازيمير”، الذي يمكنه تحويل هذه الطاقة إلى أشياء مادية ملموسة كالكهرباء، الماس، المياه، والشجر، مما يمكن من زراعة مساحات شاسعة من القمح أو القطن.

إلا أن هذه الادعاءات أثارت بعض التشكك بين العلماء والمختصين، حيث لم يتمكن أحد من إثبات هذه النظرية تجريبيًا حتى الآن.

 

الوفاة والإرث العلمي

تُوفي الدكتور محمد النشائي في لندن، ودُفن هناك. أعلن شقيقه، الدكتور سعيد النشائي، خبر الوفاة، مشيرًا إلى أن العزاء سيكون في منزل العائلة بالعاصمة البريطانية.

يُعتبر الدكتور النشائي واحدًا من العلماء العرب الذين تركوا بصمة واضحة في مجالات الفيزياء والميكانيكا التطبيقية. على الرغم من الجدل الذي دار حول بعض أبحاثه، إلا أن إسهاماته العلمية لا يمكن إنكارها، خاصة في مجالات ميكانيكا الكم والزمكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى