كآبة الوجود عبر رواية “الصرخة الصامتة” لكنزابوري أوي
تعد رواية الصرخة الصامتة، لمبدعها الكاتب الياباني الكبير “كنزابوري أوي” -الذي يعد علامة فارقة في تاريخ الأدب الياباني- من الروايات التي تتطلب تتبعاً دقيقاً لتفاصيلها وانتباهاً شديداً لأدق أحداثها، وذلك لتشابك الحاضر بالماضي واستمرار هذا الزمن الأخير بالتأثير على شخصيات الرواية التي تجد في عالم الأموات ما يلهم وما يسوء على السواء.
لا تتناطح عنزتان حول براعة البناء السردي ضمن الرواية، كما أن ترجمة سعدي يوسف، الكاتب والشاعر والمترجم العراقي مما يستحق الإشادة وكامل التقدير، لما بذله بالذات من مجهود واضح في تقريب كلمات تخص الثقافة اليابانية وحدها للقارئ العربي.
تزخر الرواية بمواضيع ذات الاتصال بالوجودية، كالحياة والموت، الفردانية في مقابل الجماعة، الكآبة والألم الوجودي.
وكأن الصرخة التي عنون بها كنزابوري أوي روايته هاته، هي ذاتها الصرخة الأولى التي يطلقها القادمون للحياة خلال ثوانيهم الأولى ضمن قسم الولادة، رفضاً للتواجد بعالم أقل ما يقال عنه أن تائه في خطواته، محتار في قراراته، ومبغض أيما بغض لهفوة وجوده. ومادام الوجود حتماً ليس بقرار أحد من المدعويين لحفلته، فلنواصل الابتسام، فحري بالقافزين من ناطحات السحاب الشاهقات، وهم يهوون للأسفل فرقعة أصابعهم بكل روية وانبساط، وهل هناك غير الحب والرقص فرحاً عزاء لنا في وجودنا نحن معشر البشر؟!
[المصدر: موقع الشانيه]