كرة القدم..لغة بلا كلمات

مقدمة

تعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لكن رغم انتشارها الواسع، يجد البعض صعوبة في فهمها. في كتابه “كرة القدم لغير الناطقين بها”, يقدم راشد بن زومة رؤية ساخرة لمفهوم اللعبة، مصورًا إياها كلغة لا يمكن تفسيرها لمن لم يعشها بالفعل. يطرح الكاتب فكرة أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل تجربة حسية متكاملة لا يمكن إيصالها بالكلمات وحدها.

كرة القدم كلغة عالمية

كرة القدم لا تحتاج إلى مترجم. يكفي أن تشاهد مباراة حماسية بين فريقين كبيرين، لترى الجماهير تتفاعل بنفس الطريقة، بغض النظر عن اللغة التي يتحدثونها أو البلد الذي ينتمون إليه. الأهداف تُحتفل بها بنفس الطريقة، والخسارة تُحزن الجميع بنفس القدر. إنها لغة تعتمد على المشاعر والإيماءات أكثر من الكلمات.

تجربة المشجع واللاعب

في كتابه، يشير بن زومة إلى أن كرة القدم تشبه الفاكهة الاستوائية التي لا يمكن وصف مذاقها لمن لم يذقها. المشجع الحقيقي لكرة القدم لا يحتاج إلى شرح قوانين التسلل أو خطط اللعب، فهو يشعر بها ويتفاعل معها كما لو كانت جزءًا من تكوينه الفطري. أما اللاعبون، فهم ليسوا مجرد منفذين لخطة مدرب، بل فنانون يعبرون عن أنفسهم من خلال مهاراتهم على أرض الملعب.

سحر اللعبة وصعوبتها

يشير الكتاب إلى أن محاولة تفسير كرة القدم لمن لا يفهمها قد تكون مثل محاولة وصف البحر لمن لم يره من قبل. فكيف يمكن أن تنقل إحساس الدهشة والإثارة التي يشعر بها المشجع عند تسجيل هدف حاسم في الدقائق الأخيرة؟ وكيف تشرح نشوة الفوز أو مرارة الهزيمة لمن لم يعش تجربة التشجيع الحقيقية؟

الكرة بين العاطفة والعقل

رغم أن كرة القدم تعتمد على التكتيك والتخطيط، إلا أن العاطفة تظل المحرك الأساسي وراء تعلق الجماهير بها. لا توجد رياضة أخرى يمكن أن تحرك مشاعر الملايين بهذه الطريقة. المشجع لا يحلل فقط، بل يشعر، وهذا هو جوهر اللعبة الذي يجعلها مختلفة عن أي نشاط آخر.

خاتمة

يرى راشد بن زومة أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل عالم متكامل له لغته الخاصة التي لا تُترجم بسهولة. هي تجربة يجب أن تُعاش، لا أن تُشرح. ومن هنا، ربما تكون أفضل طريقة لفهم كرة القدم هي ببساطة مشاهدتها، وليس محاولة تعريفها بالكلمات.

لمعرفة المزيد: كرة القدم..لغة بلا كلمات