صور

ما لا تعرفه عن ويليام شيكسبير

ويليام شيكسبير هو شاعر بريطاني يعتبر الشاعر الإنجليزي الرسمي، وأعظم كاتب مسرحي على الإطلاق. يُعتَقَد أنه ولِد في 23 أبريل/نيسان عام 1564 في ستراتفورد أبون أفون. قضى معظم حياته المهنية في لندن، حيث عمل كممثل وكاتب مسرحى واكتسب شهرة وثروة من خلال تأليف المسرحيات. من أشهر مؤلفاته “روميو وجوليت”، “هاملت”، “الملك لير” و”ماكبث”. تزوج آن هاثواى في 1582، وأنجب ثلاثة أطفال: سوزانا، هامنِت، وجودِث.

ألّفَ شيكسبير كذلك العديد من المؤلفات الكوميدية التراجيدية، بجانب تأليف المؤلفات التاريخية والرومانسية. نظرًا لغِيَاب الوثائق التاريخية عن حقائق معينة في حياته، يظل هنالك جدل حول ماهية تعليمه وبعض التفاصيل الأخرى في حياته الشخصية. لكن مسرحيات شيكسبير ظلت تُعد أعظم أعمال المسرح الإنجليزية، وتُمثَّل بصورة منتظمة حتى يومنا هذا. توفي شيكسبير في 23 أبريل/نيسان عام 1616 بسبب إصابته بالحُمى.

السيرة الذاتية لـويليام شيكسبير

تعمّد ويليام شيكسبير في 26 إبريل/نيسان عام 1564 في ستراتفورد أبون أفون في إنجلترا، وابتداءاً من عام 1594 تقريباً أصبح عضواً مهماً في شركة لورد تشامبيرلاينز مين لممثلي المسرح. النصوص المكتوبة لا تذكر إلا القليل عن الطريقة التي شكلت فيها حياة شيكسبير المهنية براعته، وكل ما يمكن التوصل إليه هو أنه على طول عشر سنوات كتب مسرحيات لخصت مشاعر وصراعات البشرية جمعاء.

أديت أعمال ويليام شيكسبير في الكثير من الضِّياع والقرى والمدن والعواصم على مدى 400 عام، حيث إنها أصبحت مشهورة حول العالم، إلا أنه مع ذلك يبقى التاريخ الشخصي لويليام شيكسبير غامضاً إلى حد ما، وهنالك مصدران رئيسيان يوفران المعلومات الرئيسية للمؤرخين عن حياته، أحدهما يتمثل في أعماله من مسرحيات وقصائد وسوناتات، أما الآخر فيتمثل في التوثيق الرسمي مثل سجلات الكنيسة والمحكمة، إلا أنها تقدم مقاطع موجزة من أحداث حصلت في حياته، وتقدم القليل من المعلومات حول الشخص الذي عايش هذه الأحداث.

وفاة ويليام شيكسبير

حسب المتعارف عليه مات ويليام شيكسبير في يوم ميلاده 23 إبريل/نيسان عام 1616، إلا أن العديد من الباحثين يعتقدون بأن ذلك مجرد خرافة، وتشير سجلات الكنيسة إلى أنه دفن في كنيسة الثالوث في 25 أبريل/نيسان عام 1616.

أوصى في وصيته بقدر كبير من أملاكه لصالح ابنته الكبرى سوزانا، وبالرغم من أن زوجته آن كان لديها الحق بامتلاك ثلث عقاراته، إلا أنها لم تحصل إلا على القليل، حيث ورثت منه “ثاني أفضل سرير لديه”، وهو ما أثار توقعات بأنها لم تعد مفضلة لديه أو أنهما لم يكونا مقربين، كما يتوفر دليل ضعيف على أن زواجهما كان صعباً، ويشير باحثون آخرون إلى أن مصطلح “ثاني أفضل سرير” غالباً ما يشير إلى سرير سيد أو سيدة المنزل، أي سرير الزواج، وأن “أفضل سرير” كان مخصصاً للضيوف.

بعد مئة وخمسين عاماً من وفاة ويليام شيكسبير برزت العديد من التساؤلات حول ملكيته الفكرية لمسرحياته، فقد بدأ الباحثون والنقاد الأدبيون بطرح أسماء من قبيل كريستوفر مارلو وإدوارد دي فير وفرانسيس باكون، وهم ذوو خلفيات معروفة وباع طويل في الأدب أو الإلهام، بوصفهم المؤلفين الحقيقيين للمسرحيات، وترجع جذور معظم ذلك إلى التفاصيل الغامضة في حياة شيكسبير وإلى شح المصادر الرئيسية المعاصرة، كما أن السجلات الرسمية لكنيسة الثالوث المقدس وحكومة ستراتفورد تؤكد وجود ويليام شيكسبير، إلا أن أياً منها لا تؤكد على أنه كان ممثلاً أو كاتباً مسرحياً.

وهنالك شكوك تدور أيضاً حول كيفية استطاعة شخص ذي تعليم متواضع أن يكتب بمثل هذا الإدراك الذهني والقوة الشعرية التي تظهر في أعمال شيكسبير، لذلك فقد ظهرت على مدى القرون مجموعات متعددة شككت في ملكية شيكسبير الفكرية للمسرحيات.

بدأت أهم الشكوك وأقواها في القرن التاسع عشر، عندما كان الافتتان بشيكسبير في أوْجِه، فكان المنتقدون يعتقدون أن الدليل القوي الوحيد حول ويليام شيكسبير من ستراتفورد أبون أفون كان يصف رجلاً بدأ بدايات متواضعة، وتزوج وهو يافع ثم أصبح ناجحاً في مجال العقارات، في حين يمضي أعضاء رابطة شيكسبير في أوكسفورد (تم تأسيسها عام 1957) فيطرحون فرضيات تشير إلى أن الأرستقراطي إدوارد دي فير إيرل أوكسفورد في القرن السابع عشر كان المؤلف الحقيقي لقصائد “ويليام شيكسبير” ومسرحياته، وهم يستشهدون على ذلك بمعرفة دي فير الكبيرة بالمجتمع الأرستقراطي، ودرجته العلمية ونقاط التشابه البنيوية بين قصائده، وتلك الموجودة في الأعمال المنسوبة إلى شيكسبير، كما يجادلون بأن ويليام شيكسبير لم يكن لديه لا التعليم ولا التدريب الأدبي لكتابة مثل ذلك النثر الجزل، وخلق مثل تلك الشخصيات الغنية.

ومع ذلك تظل الغالبية العظمى من الباحثين في سيرة شيكسبير يجادلون بأن ويليام شيكسبير كتب جميع المسرحيات بنفسه، ويشيرون إلى أن كتاب مسرح آخرين كان تاريخهم غامضاً أيضاً، وكانت خلفياتهم متواضعة، كما يشيرون إلى أن محتوى منهاج مدرسة القواعد الحديثة في ستراتفورد لللاتينية والأعمال الكلاسيكية وفرت أساساً جيداً لكتاب أدبيين، ويزعم مؤيدون لملكية شيكسبير الفكرية أن الافتقار إلى أدلة عن حياة شيكسبير لا يعني عدم وجود هذه الحياة، ويحتجون بأحد الأدلة وهو أن اسمه مكتوب على صفحات العنوان في القصائد والمسرحيات المنشورة.

وهنالك أمثلة لمؤلفين ونقاد في ذلك الوقت اعترفوا بويليام شيكسبير مؤلفاً لمسرحيات، مثل مسرحية السيدان الفيرونيان، وكوميديا الأخطاء والملك جون، وتشير السجلات الملكية من عام 1601 إلى أن ويليام شيكسبير كان معروفاً بكونه عضواً في شركة ذا كينغز مين لفنون المسرح (التي تعرف رسمياً باسم ذا تشامبرلاينز مين) ومرافقاً شخصياً للعائلة المالكة في بلاط الملك جيمس الأول، فقامت الشركة بأداء سبع من مسرحيات شيكسبير، كما أن هنالك دليل ظرفي قوي على وجود علاقات شخصية بمعاصريه الذين تفاعلوا مع شيكسبير بوصفه ممثلاً وكاتباً مسرحياً. أما ما يبدو أنه صحيح فهو أن ويليام شيكسبير كان رجلاً محترماً في وسط الفنون المسرحية، وكتب مسرحيات ومثّل في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، ولكن الصيت الذي ذاع عنه بأنه عبقري في مجال المسرح لم يعترف به حتى القرن التاسع عشر، حيث وصل قبول أعمال ويليام شيكسبير واحترامها ذروتهما في بداية الفترة الرومانسية مطلع القرن التاسع عشر وحتى العصر الفكتوري، أما في القرن العشرين، فاكتشفت حركات جديدة في الثقافة والفنون الأدائية أعماله وتبنتها.

واليوم تعد مسرحياته واسعة الانتشار ودائمة الدراسة ودائماً ما يعاد شرحها من خلال أدائها في سياقات ثقافية وسياسية متنوعة، وتكمن العبقرية في شخصيات شيكسبير وحبكاته في أنها تقدم بشراً حقيقيين في نطاق واسع من المشاعر والصراعات التي تتعدى أصولها التي تعود إلى إنجلترا في عصر الملكة إليزابيث.

المصدر: موقع آراجيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى