كتب

مراجعة كتاب "مداواة" لنورة السبيعي

المقدمة

يُعد كتاب مداواة للكاتبة نورة السبيعي تجربة فريدة في أدب السيرة الذاتية والمذكرات، حيث تنقل القارئ إلى عالم التمريض برؤية شخصية وإنسانية عميقة. يعكس الكتاب رحلة الكاتبة خلال دراستها للتمريض، من محاولاتها للهروب منه إلى اكتشاف معناه الحقيقي، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تجربة الشفاء والمواساة للمرضى.

 

نظرة عامة على الكتاب

صدر مداواة عام 2019 عن دار مدارك للنشر، ويتكون من 169 صفحة. يجمع بين السرد الأدبي والتجربة الشخصية، حيث تنقل الكاتبة تفاصيل حياتها أثناء الدراسة والعمل في المستشفيات، متطرقة إلى التحديات والمواقف المؤثرة التي واجهتها.

 

الموضوع الرئيسي للكتاب

يركز الكتاب على مفهوم “المداواة” ليس فقط كعملية طبية تتعلق بتوفير العلاج والأدوية، بل كفعل إنساني يتطلب التعاطف والرعاية والاستماع. توضح السبيعي أن بعض المرضى لا يحتاجون سوى لمن يصغي إليهم، وهو ما جعلها تدرك قيمة التمريض كرسالة إنسانية أكثر من كونه مجرد مهنة.

 

أبرز الموضوعات التي تناولها الكتاب

 

1. التجربة الشخصية للكاتبة

تصف السبيعي كيف بدأت دراستها للتمريض دون شغف، بل قضت أول عامين تحاول الهروب منه. ولكن مع تفاعلها مع المرضى وتجاربهم، تغيرت نظرتها، فأصبحت تدرك أن التمريض ليس مجرد علم طبي، بل هو احتكاك مباشر بحياة الآخرين ومشاعرهم.

 

2. قصص إنسانية من المستشفيات

يتضمن الكتاب العديد من المواقف التي عاشتها الكاتبة داخل المستشفيات، حيث تنقل تجارب المرضى وآلامهم، وتبرز الجانب العاطفي والإنساني في تعامل الكوادر الطبية مع المرضى. هذه القصص تعطي بعدًا واقعيًا لحياة التمريض، وتكشف التحديات التي يواجهها العاملون في هذا المجال.

 

3. دور الاستماع والتعاطف في المداواة

تؤكد الكاتبة أن المداواة لا تقتصر على تقديم العلاج الدوائي، بل تمتد إلى الدعم النفسي والتواصل العاطفي مع المرضى. بعض المرضى يحتاجون فقط إلى من يسمعهم ويفهمهم، وهو ما يجعل التمريض أكثر من مجرد مهنة، بل رسالة تحمل في طياتها إنسانية عظيمة.

 

 

4. نظرة مجتمعية إلى التمريض

تتناول السبيعي أيضًا نظرة المجتمع إلى مهنة التمريض، وكيف أنها في بعض الأحيان تكون مهنة غير مقدرة بالشكل الكافي رغم أهميتها الكبيرة في الرعاية الصحية. تناقش الكاتبة الصعوبات التي تواجه الممرضين والممرضات، سواء من حيث بيئة العمل الشاقة أو التحديات العاطفية التي يمرون بها.

 

أسلوب الكتابة والمميزات

يعتمد الكتاب على أسلوب بسيط وسلس، لكنه في الوقت نفسه يحمل عمقًا إنسانيًا كبيرًا. تمتاز السبيعي بقدرتها على نقل المشاعر والتجارب بأسلوب قصصي يجعل القارئ يعيش اللحظة معها. كما أن لغة الكتاب ليست أكاديمية أو معقدة، مما يجعله مناسبًا لشريحة واسعة من القراء، سواء من العاملين في المجال الطبي أو من المهتمين بالقصص الإنسانية.

 

الرسالة التي يحملها الكتاب

يحمل مداواة رسالة واضحة عن أهمية التمريض كجزء أساسي من الرعاية الصحية، لكنه في الوقت ذاته يدعو إلى إعادة النظر في مفهوم “المداواة”، بحيث لا يكون مجرد علاج طبي، بل يشمل أيضًا الدعم النفسي والعاطفي للمرضى. تسلط الكاتبة الضوء على أهمية التعاطف والاستماع كجزء لا يتجزأ من عملية الشفاء.

 

الخاتمة

يعد مداواة أكثر من مجرد مذكرات لممرضة، بل هو شهادة حية على التجربة الإنسانية في عالم الطب. يعكس الكتاب كيف يمكن لمهنة التمريض أن تكون رحلة اكتشاف للذات والتواصل مع الآخرين، وهو ما يجعل قراءته تجربة ملهمة لكل من يبحث عن معنى أعمق للرعاية والإنسانية.

 

لمعرفة المزيد: مراجعة كتاب “مداواة” لنورة السبيعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى