كتب

ملخص كتاب البخلاء

أشار الجاحظ في مُقدّمة كتاب البخلاء إلى أنّه ألّف كتابه هذا وأهداه إلى أحد عظماء الدّولة، ولكنّه لم يذكُر اسمه، وعلى الأغلب أنّه تمّ تأليفه إلى ابن ا المُدَبَّر الذي كان صديقاً قريباً للجاحظ، أو إلى الفتح بن خاقان الذي كان مُعجباً جدّاً بكتابات الجاحظ، وكان يُشجعه دائماً على التّأليف، أو إلى محمد بن عبد الملك الزيّات الذي كانت تربطه صلة وثيقة بالجاحظ.

كان البخلاء بشكل عام وبخلاء مدينة مَرْو في خراسان هم المادة الخام الذين تناولهم الجاحظ في قصص كتاب البخلاء، حيث يطّلع القارئ للكتاب على قصص وأحاديث البخلاء الذين قابلهم الجاحظ في حياته وتعرّف إليهم ضمن ظروف بيئته الخاصة، فالكتاب يحمل في طيّاته قصصًا يرويها الجاحظ كنوادر فُكاهية في تصويره للمواقف الهزلية بطريقة تدفع الى التربية ونقد الواقع الاجتماعي، بواسطة أسلوبه الفنّي البديع، فكان التّصوير حسيّا مُلامسًا للواقع بطريقة هزلية.

فقام الجاحظ بوصف البخلاء وحركاتهم، والنّظرات السّعيدة والحزينة التي كانوا يطلقونها بعد الخوف أو القلق أو الطمأنينة، فجسّد النزوات النفسية التي تنتابهم ببراعة الرسّام، وقام على فضح أسرارهم والخفايا التي تدور في بيوتهم والأحاديث التي تجري فيما بينهم، ومن شدّة براعة الرّجل في كتابه، أنّه لا يترك في نفوس القرّاء آثارًا سلبية سيئة حول البخلاء، ولا يسوق القرّاء على كراهيتهم أو الحقد عليهم، بل التّعاطف إنسانيًا معهم.

حيث بدت حكايات الجاحظ التي رواها عن البخلاء طريفة ومشوّقة بحس فُكاهي، وذلك ينم عن شخصية الجاحظ وطبيعته التي تمزج بين الهزل والجد في صورة متناغمة وعظيمة، فيمكن اعتبار كتاب البخلاء للأديب الموسوعيّ الجاحظ بأنّه من أشهر كتب الأدب الساخر عالميًا، فقد سيطرت فيه روح الفكاهة التي تُطرِب، واصطبغ الكتاب بأسلوب الجاحظ الذي يفيض بالبيان المُتماسك الرصين، وباختياره المميّز لأحداث القصص الهزلية، وتميّزت كتاباته بوضوح البيان ودقّة التعبير، وقد كان البخلاء هو الكتاب الوحيد الذي وصف الحياة الاجتماعية في تلك المرحلة العباسيّة، فكان له الدّور الكبير في كشف أسرار وخبايا تلك المرحلة.

المصدر: موقع المرجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى