قصص

 نادرة أشعب والوالي

في يوم من الأيام دخل أشعب مع بعض أتباعه داراً واسعة للغاية، وما إن دخلوا هذه الدار حتى شرعوا في الأكل من وليمة أعدت وقد حضرها والي المدينة؛ التفت الوالي فجأة وقد شاهد خلالها أشعب مع أتباعه فاستدعى مالك الدار وقال له: “من صاحب القلنسوة الطويلة والطيلسان الأخضر؟!”

فأجابه مالك الدار قائلاً: “أصلح الله لنا الأمير، هذا رجل يقال له أشعب!، وقد عرف عليه أنه يجيء ليشهد هذه الولائم سواء دعي عليها أم لم يدعى”.

فقال له والي المدينة: “حسناً إذا آتني به ما إن يفرغ من تناول طعامه”.

وما إن فرغ الجميع من تناول الطعام ورفعت المائدة حتى أسرع مالك الدار إلى أشعب طالباً إياه لمقابلة الوالي؛ فقال له الوالي: “هل دعاك أحد إلى هذه الوليمة؟!”

وقع أشعب في حيرة من أمره فقال: “لا لم يدعني عليها أحد أصلحك الله لنا”.

فقال له الوالي: “ألا تعلم أن من جاء إلى طعام لم يدعى عليه دخل سارقاً وأكل ما أكله حراماً؟!”

فقال أشعب: “لا والله ما أكلت إلا حلالاً”

فاندهش الوالي من رده وتعجب فسأله: “ولكن كيف يعقل ذلك؟!”

فقال أشعب: “يا سيدي ألا يقول صاحب الوليمة للخباز زد في كل شيء؟!

وإذا أراد صاحب الوليمة أن يطعم مائة قدر العدد بمائة وعشرين، وهو يقول قد يأتينا من نريد ومن لا نريد؟!

وانظر يا سيدي لقوله قد يأتينا!، وأنا ممن يأتيه ممن لا يريد!”

فتبسم الوالي وقد أعجبه ردّ أشعب!

[المصدر: موقع قصص واقعية]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى