كتب

نبذة عن رواية ذاكرة الماء

تنتمي رواية ذاكرة الماء (محنةُ الجنون العاري) إلى الأدب الدرامي، وتعتبر من أهم وأشهر الأعمال الروائية للكاتب الجزائري “واسيني الأعرج”، لأنها تتحدث عن أحداث ثورة الجزائر والأوضاع الراهنة فيها، وما عانته من فساد وعنصرية وتطرّف إسلامي.

صدرت رواية ذاكرة الماء باللغة العربية في مدينة بيروت وألمانيا عن دار ورد للطباعة والنشر سنة 1997م، ويأتي ترتيبها في الترتيب الحادي عشر من بين روايات الكاتب واسيني، وتتألف من 352 صفحة.

لاقت رواية ذاكرة الماء شهرة كبيرة بين القُرّاء من مختلف بلدان العالم، بالإضافة إلى أنها حققت نسبة مبيعات عالية، مما جعلها تتصدر لائحة الكتب الأكثر مبيعًا في معارض الجزائر خاصةً والوطن العربي عامةً

تدور أحداث رواية ذاكرة الماء حول أستاذ جامعي، تسافر زوجته “مريم” وابنه “ياسين” إلى باريس، ويقرر هو عدم الرحيل عن وطنه، ويبقى في الداخل على الرغم من اندلاع نيران الحرب في الجزائر، ورائحة الموت والدم المنتشرة في أرجاء البلاد.

يستعرض الكاتب في هذه الرواية مشاهد سردية طويلة بدءًا من شتاء 1993م وحتى 1995م، تتحدث عن حقبة تاريخية عاصرتها الجزائر ضد فصائل مسلحة أسموها الإسلام السياسي، حيث يصف الخوف والظلمة والتهديد المسيطرين في البلاد بأسلوب عميق، ويتذمر من الأوضاع ومن عقول الناس المنحدرة إلى الأسوأ، بالإضافة إلى أنه يشبع القارئ في وصفه الدقيق لتفاصيل جمال الجزائر بشوارعها وأزقتها ورمالها وبحارها.

يأخذنا الكاتب في رحلة إلى ماضيه وذكريات جميلة من طفولته، وأحداث من حاضره في الوقت الحالي، بالإضافة إلى أنه يتطرق إلى مرحلة الجزائر ما بعد الاستقلال، وفي النهاية يفقد صديقه الحميم “يوسف”، ويبقى متعلقًا بأمل الحياة حتى الرمق الأخير، ومتحديًّا جميع الظروف المحيطة، كي يعود إلى ابنته “ريما” التي رفضت السفر مع والدتها، وبقيت في المنزل بانتظاره.

أجمع أغلب القرّاء على جمالية اللغة والصور البيانية الرقيقة التي تناولها الكاتب واسيني في الرواية، وأشادوا بأنها تحمل أفكاراً وحقائق سياسية مهمة في الجزائر، بالإضافة إلى أنها تتناول قضايا اجتماعية قاسية منها وطأة الغربة، وظلمة الوحدة، والطفولة المفتقدة وغيرها الكثير. الأسلوب يرى البعض من القرّاء أن واسيني أخطأ في اختيار أسلوبه هذه المرة، فقد وصفه أحدهم بأنه أسلوب ممل ومرهق وغير تشويقي، بينما وصفه آخرون بأنه أسلوب رائع يفتح مدارك الخيال لدى القارئ، ويجعله يستعرض مشهدًا دراميًّا حقيقيًا وواقعيًا. الحبكة أجمع غالبية القرّاء أن رواية ذاكرة الماء خالية من الحبكة، فهي تستعرض مشاهد درامية وحوارية بحته، وأقرب ما تكون إلى السرد المتسلسل الطويل.

المصدر: موضوع كوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى