سيرة أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه

أبو أيوب الأنصاري، واسمه خالد بن زيد بن كليب، كان من أبرز الصحابة الذين عرفوا بمكانتهم العالية وإيمانهم العميق. ينتمي أبو أيوب إلى قبيلة الخزرج من المدينة المنورة، وكان من أوائل من اعتنق الإسلام وآمن برسالة النبي محمد ﷺ.
إسلامه ومبايعته للنبي ﷺ
كان أبو أيوب الأنصاري من المشاركين في بيعة العقبة الثانية، والتي تعهد فيها الأنصار بحماية النبي ﷺ ودعمه في دعوته. ومنذ تلك اللحظة، أصبح أبو أيوب أحد الصحابة الذين ضحوا في سبيل نشر الإسلام والدفاع عنه.
استضافته للنبي ﷺ في المدينة
عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، استقبله أهلها بفرح عظيم. وكان أبو أيوب الأنصاري هو من اختاره النبي ﷺ ليكون مضيفه، حيث أقام في بيته حتى تم بناء المسجد النبوي وحجرة النبي. كان ذلك شرفًا عظيمًا لأبي أيوب، وظل يتذكر هذه اللحظة طوال حياته.
جهاده في سبيل الله
كان أبو أيوب الأنصاري فارسًا مقدامًا ومجاهدًا لا يكل. شارك في معظم الغزوات مع النبي ﷺ، منها غزوة بدر وأحد والخندق. وبعد وفاة النبي ﷺ، استمر في خدمة الإسلام ونشره، حيث كان مشاركًا في الفتوحات الإسلامية، خاصة في بلاد الشام.
وفاته ودفنه في القسطنطينية
في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، شارك أبو أيوب الأنصاري في الحملة الإسلامية على القسطنطينية (إسطنبول حاليًا). أثناء الحصار، مرض أبو أيوب مرضًا شديدًا وأوصى بأن يُدفن قريبًا من أسوار المدينة. وبالفعل، دفن هناك، ليصبح قبره مزارًا تاريخيًا.
مكانته وفضله
كان أبو أيوب الأنصاري رمزًا للتضحية والإخلاص، وعرف بحبه للنبي ﷺ ودينه. وكان النبي ﷺ يثني عليه ويقدره، وهو ما جعله يحظى بمكانة رفيعة بين الصحابة.
رحم الله أبا أيوب الأنصاري، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
المصدر (صورة من حياة الصحابة – عبدالرحمن رافت الباشا)